الرجوع
تدوينة

أَرضٌ تِيه

أَرضٌ تِيه
تدوينة قصيرة
تدوينة قصيرة
مشاركـة

لم أضع يومًا معايير لاختيار الأصدقاء إلى أن تعرفت على أصدقائي فوجدت أنهم هم المِعيار فكلما كان يسألني أحد عن مواصفات الصديق الصحيح كنت أجدني أصف له أصدقائي

عندما أخبرتني صديقتي بموعد سفرها الذي لم يصاحبه موعد محدد للعودة تساءلت ما سبب خوفي وتشتُت أفكاري هل أخاف الوحدة؟ الفراق؟ الفقد؟ ...

لم أخش يومًا الوحدة لطالما وجدت راحتي في العزلة وتعلمت الكثير من حديث النفس والتأمل فالعزلة لم تكن يومًا للبائسين، بل هي مدرسة تتعلم فيها دروس اكتشاف الذات، وتقدير الوقت، ومراجعة التصرفات والسلوك، ومراقبه الحدث وربط الأحداث، والأهم هدوء النفس الذي سيُدربك على التحكُم في ردود أفعالك

ويحدث أن تجد صديق يحترم عُزلتك يشاركك صمتك، سكونك يجد له معاني، يقدر أفكارك التي تُشاركه إياها ويحترم تلك التي تبقيها بداخلك إلى أن يأن أوان تفسيرها

أن تطمئن بصحبته حينما تود أن تهرب من الجميع ثم يرحل..

فأشعر كأن جزءً من قلبي أصبح فارغ وأما عقلي فيكون مشتت يُرسل إشارات إلى حواسي بالبحث عن المفقود، عيني تبحث بين الوجوه عن ملامح ما، أُذني تسترق السمع لعلها تسمع صوته المعتاد..

unsplash-image-HrbtNUMswCs.jpg

وبعد هذه الحالة من الإنكار نصدق أنه رحلّ! ثم نعتاد على عدم وجوده..

ولكن نكتشف أنه حتى الاعتياد لا يملأ ذلك الجزء الفارغ في القلب أبدًا... ثُم...

يَتُوه الإنسان في الطريق إليّ أن يجد تائهًا يتيه معه فيتُوه في التائه وينسي تيهته

فالإنسانُ للإنسانِ ليس فقط رفيقًا يرافقه ولا مجرد سكنًا يسُكن إليه، بل أيضا بمثابة طريقًا يمشيه للوصول لمبتغاه إن وجده رُدت إليه ضالته.