في تمام الساعة السابعة صباحًا يوم السبت قررت بأن أكتب عن ملهمتي الثانية في هذه الحياة بعد أمي..
أنا سأكمل العشرين عامًا في جمادى الثاني، ولكن لم أفقه في الحياة علمًا إلا من ثمانية سنوات -عندما كبِرت- كنت أشعر في تلك الفترة بالأسى إذ أنني تركت اصحابي وسافرت لمنطقة نائية لا أعرف فيها أحد، حتى مرت أول خمسُ سنوات في هذا المنطقة النائية بكل ما هو سيء وجيد، حتى آخر سنتان لي فيها تعرفت على إنسان أكثر ما استطيع مناداته به هو أنه الشمس، لأنه دخل إلى حياتي بنور وكأن الله تركه في طريقي، أحببت العيش في هذه الحياة لأنني لست فقط أحمل روحي في داخلي بل سبب استقرار هذه الروّح، هو من استطاع حل جميع عُقدي إذ الغير يقولوا عنها -دلع بنات- وهي بالأصل كانت تؤدي بحياتي للهلاك!
وعندما كان الغير يتكلم أمتدت إليّ يدٌ لتخرجني من هذه العتمة وتريني الحياة من زاوية أخرى
ونعم! نجح بذلك! أصبحت أرى عُقدي جروحًا طفيفة لتمضي و أصبحت أرى كل حدث سيءٍ أنه شيءٌ مؤقت ويمضي، رأيت جيدًا وبتمعن بنعمة الله لي وتساءلت!
ماذا فعلت يا رب ليظهر هذا الإنسان في طريقي؟
أحببته... وكأنني لم أتعرف في حياتي على أحدٍ أبدًا كأنني لم أُحب أبدًا وكأنني لم أسلم قلبي لأحد أبدًا
كأنني كنت وحيدةً في صحراء أبحث عن أحد ليساعدني وهو من ساعدني.
إذا ما زلت أكافح في هذه الحياة فأن السبب هو وأنا والاستقرار الذي خلّفه في داخلي، ونهايةً كان ولازال على هيئة نور في حياتي حتى هذه اللحظة...