-السادس من رمضان، الواحدة إلا دقيقة-
محاولتي الثالثة لخط فوضى عقلي وترتيبه:
إنني متيمة بفكرة واحدة حاليًا؛ وهي الحياة.
أريد أن أحيا، لا أتحدث عن التنفس وحسب، بل أريد أن أحيا بكل ما تحملهُ الكلمة من معنى.
لا أعلم لما يراودوني شغف الحياة بغتةً، ولا أعلم ما أقصده بـ"أريد أن أحيا" ولا أدري ما الذي تريده أصابعي أن تخبره بينما تضرب على لوحة المفاتيح بعنف…وكأنها حقًا تريد أن تحيا.
أود أن أتنفس ليس فقط لغرض استمرارية دقاتِ قلبي. وإنما أريد أن آخذ نسيم كل الأماكن الجميلة، أريد أن أركض كشخصٍ ولد من جديد. كطفلٍ لم ينفذ مخزون الحياة منه بعد.
أريد أن أتنفس لأجدد رغبتي بالحياة، أريد أن أنتفض من فراشي كل يوم في الساعة السابعة صباحًا لأنجز مهمة جديدة، لأساعد شخصًا آخر. لأنقر بابًا جديدًا من أبواب الدنيا. أريد تلك الطاقة الهائلة التي تقتلعني من قعر يأسي وتململي إلى أعلى قمة أبصرها. لا مانع لدي بأن أبذل بالأسباب، بل إنني حتماً سأبذل بالأسباب! ولربما سينقر على بابي يومًا ما يداويني ويملأ ثقوبي.
فأنا لا أقوى على الروتينية القاتلة التي أخوض بها اليوم والآن واللحظة! لست براضية عن فوضة غرفتي، ولا عن فوضة رأسي. ولا عن الفوضة في علاقاتي مع حيطاني الأربعة…
لا أعلم ما أقصده بـ"أريد أن أحيا" ولا حتى بمعنى "الحياة" ولا أعلم لما يجري الأدرينالين في جسمي بينما تتسابق أناملي لكتابة هذا النص. ولكن يبدو أنني فعلًا أريد أن أحيا.