حين مرض أعز أصدقائي شعرت بأنه يجب أن تتوقف الأرض عن الدوران حِدادًا وأن تقيم المساجد الصلاة وتطيل الدعاء له، توقفت عن الأكل لمدة تقارب ٤٨ ساعة، أتجرع القهوة ولا أشعر بمرارتها، لأن ما أمر فيه أمرُّ منها، وددت لو أنزع جزءًا من عافيتي وأُعيره إياه، ولكن لم يحدث أيًا من ذلك، أكملت الأرض دورانها البائس معلنةً أن الحياة ستستمر لا محالة، أُقيمت الصلوات وصلى أهل الأرض وأكملوا يعثون فيها فسادًا، لم أقدر أن أقاسمه عافيتي ظللت جالسًا بائسًا حزينًا متقربًا لله أملًا وطمعًا في رحمته سبحانه، مرت سبع أيام دون صديقي سبع أيام يملك كلًا منها ٢٤ ساعة وتملك كِلًا منهن ستون دقيقة تملك كلًا منهن ستون ثانية أخرى لعينة، ١٦٨ ساعة دونه، تعبرني الأيام ولا أعيشها، سبع أيام دون تلقي أي خبر، سبع أيام مليئة بالقلق والأرق، في عصر اليوم الثامن وردتني رساله كُتب فيها أن استجابته للعلاج بدأت ...
شعرت وكأني أطير، رقصت فرحًا، شكرت الله وبدأت أعيش أعني أحاول العودة للحياة، تناولت وجبتي الأولى ونمت ذلك الوقت ما يقارب الأربع ساعات! تطور ملحوظ، كما شكرت الله كثير ودعوته أكثر، بدأت صحته تتحسن يوم بعد آخر، وبدأت أعيش يومًا بعد آخر..