بالنسبة لي كانت الكتابة في الماضي من الأمور الميسرة و البسيطة و التي لا تُرهقني ولا تأخْذ حيزًا من وقتي .. السبب في ذلك يعود لقلةِ ما أشعر به. مشاعري و عواطفي بدائية نُسجت من الخيال لينتزعها الواقع. أما الآن! الأمر مُرهق .. يسترق الكثير من الوقت و التفكير. و الكثير من ترجمة المشاعر ووصفها وصفًا يليق بمقامها، لأنّها باتت أكثر تعقيدًا، أستنجدُ الكلمات لأجد الراحة المُطلقة.
الكلمات منفذي الوحيد من أرق الأيام
الرابع من فبراير - ٧:١٩ مساءً
مُنذ تلك اللحظة أدركت أن الوحدة هيَ خياري الأخير و طريقي اللامُتناهي .. أعيش خاليةً في عالمي الذي ينتشي واقعي.
الثامن من فبراير - ١:٠٠ صباحًا
العُزلة.. بالنسبة لي كما تحدّث عنها زرادشت .. "انّها الوطن" و ان المرء بحاجة لعزلِ نفسه لبضع ساعات .. أيام و ربما دقائق، الأهم هو أن تبقى مُتفردًا، تُعيد ترتيب أدراج عقلك، تنتقي النّاس، تُلملم الجُروح، تُفكّر و تُبحر في خيالك اللامُتناهي، و تشيّد جسورًا من الراحة اللانهائية.. العزلةُ ليست بأسلوب ڤان جوخ! ليست أن تبقى ساكنًا في غرفتك لأشهر حتّى تغرق بكآبتك و تموت! بل أن تتفرّد بأفكارك و طقوسك و تمضي خاليًا .. ببساطة العزلة هي وقتٌ مستقطع للراحة و التنهّد بعُمق.