ما أجمل النوم في غروب عينيها، و ما أجمل تلك الابتسامة و عينيك ترحل إليها حتى يصبح النور ظلام، هل خُلقت تلك الجميلة مني ما بالي اتركها حقيقة لتأتيني فالمنام، أي قلب لها ليرحل معي حتى في حلمي و أينما خطت قدماي وكأنها بستانٌ يزهر في حياتي لأجل أن يُسعدني، أي قلب لها ليأتيني في نومي و يطمئن علي، يسعدني بعد أن يبكيني فرحًا به، يحدثني و استمع و كأن أذناي صماء ... إلا عن صوتها، ناي صوتها يطربني لحنين الأيام معها، اسأل نفسي و عيني لا تفارق ملامحها كيف أشتاق إليها و هي أمامي و أي شوق ذاك الذي ينتابني معها ، أتُخالطي أنفاسي لتخبريني أني لا أتنفس غيرك حياة.
أتبعثريني حبيبتي بين يديك لتجمعيني باقة ورد لا تستحق غيرك، تنفذ كل عطور العالم ويبقى عطر راحة يديك، يديك اللتان أغلقتُهما بعد أن كتبت فيهما كل أُمنِياتي، هنيئاً لأمنياتي وهي بين يديك، سبحان من جعل في عينيك الشوق للمطر ولوحة لا تخلو من جمال الألوان ودفئ حُضن أمي وابتسامة أبي، سبحان من خلق فيهما جمال القمر وزرقة السماء ونقائها وكأنهما خلقتا من نور، سبحان من جعلهما رواية لا تنتهي بوصوف الجمال ومفاتنه، فيهما نهر من الحنين جارٍ وكأن عيناك سفينةٌ تحمل من تحب وتغرقاه حنينًا فيهما، كم تصبح مشاعري مرتبةً في عينيك وكأنك من تكتبيها على أسطُرِ الليل كلما اشتقتك، سبحان من جعل في عينيك الظلام نورًا والألم عافيةً والضيق فرجًا والتعب صبرًا جميلًا وكأنهما رداء يوسف رأيت بعدهما العالم أجمل.
لا يمضي الوقت في عينيك ولا تمر السنين عليهما عشقتهما لأموت فيهما وكأنهما لؤلؤتان من الجنان لم ترهما عين قط، كأنك اوهمت الشعراء ليزينوا قصائدهم بعينيك، ثالث اعيادي عينيك كلما ألتقيتهما، ظِلالها ليل أسر قُلوب العاشِقين وشمعةٌ يسهر عندها الرُواة ليحكوا عن معاني الحب وكيف له ان يكون وهو عيناك، فيهما انتظار الغد الأجمل والأمل والذكريات وأمان أمٍ لصغيرها، سبحان الذي خلق كل شيء جميل في عينيك.