كانت بارده ليلة باردة و هادئة جدًا ..
كانت ليلة تشبهها وهي أمامي لا حراك ولا كلام يقال فقط كانت هادئة ...
كيف لي أن أنساها و هي ليلة قد تغيرت معها كل أحلامي و تبعثرت فيها اوراقي و شواطئ الانتظار اشتاقت أمواجي و بحوري، تساقطت فيها كل اوراق الشجر و استقر الحزن في قطرات المطر و كأني قد طُعنت بسيفٍ من غدر فلا تعلمون ما السِر و لن يأتيكم من صوتي خبر...
فأرحلوا عني رحيل أسراب الطيور و دعوني فلن أطير، أظلمت شوارعي و ارتجفت من الفراق يدي و بهت من الألم خدي و أصحبت أراكم عدوي و ضدي.
فهل لكم أن تتخيلوا وتنصتوا وتشعروا .. و في معاني ألمي ترحلوا؟ وإياكم إياكم أن تعودوا...
كلما مررت بستانًا أراه مقتولًا فلا لون له ... وكلما سمعت عزفًا مبكيًا بكيت معه ... ليلة مظلمة وعتمة تتبعها عتمة.
كانت أمامي هادئة جميلة فاتنة وكأنها حملت جمال كل الأزمنة!
عينيها كموتٍ بطيء أريد العيش فيهما حتى أرحل من هذه الدنيا، أنفاسها مسافة تود لو أن الطريق لك جائز فتمشيها، خطوتها كثلج أبيض نقي متساقط جميل جدا رغم ثقلها وعظمة حزنها وضيق صدرها.
رؤيتها في ذلك اليوم بعدما أُزهِق املنا!
قد دمرني وأبكاني و بكيت حتى أنساه و ينساني و لكنها كذبه فلا نسيته و لا لن ينساني، كرهت وقتها ضوء القمر على نافذتي و كرهت عطرا إليك يقربني و كرهت شارع إليك لن يأخذني و اماكن بك لن تجمعني، انا من سكب حزنه على النجوم ف اصبحت فاتنه و ازداد الليل سواد الى سواد، وقفت و فجأة سقطت و سقطت لأني لا أريد الوقوف، من دونك انا لا شيء.
كانت باردة... ليلة باردة و هادئة جدًا ... كانت ليلة تشبهها و هي أمامي لا حراك و لا كلام يقال... فقط ...كانت هادئة.