كان حماسي الأول والشخص الذي أتشوق لرؤيته كل نهايةِ أسبوع ونقضي أوقاتنا باللعب ونضحك سويًا، لقد اعتدت على ذلك.
اعتدت على الشعور اللطيف الذي كان بقربه ولم يُخيل لي يومًا أنه سوف يرحل دون وداع، مرت نهايات الأسبوع دونه وأضحيت أبحثُ عنهُ في كل مكان، سألتُ جميع من كانوا أمامي ولكن…!
كانت الإجابات متماثلة، أخبروني بأنه رحل وبأن المرض أصبح صديقًا له ولم يعد بإمكاني رؤيته، شعرتُ حينها لأول مرةٍ في حياتي بالأسى وشعرت بسماء عيني تُمطر بغزارة خوفًا عليه وتوجسًا بأنني لن أراه بعد ذلك، و مع مرور الوقت كل من يراني يشبهني به و ابتسم شوقًا
وتمضي ببالي أبيات أحمد شوقي:
وإنّي أهيمُ شوقًا إن مرّ بخَاطِري
أتراهُ يذكُرُني ولو سهوًا ويَبتسِمُ؟
مع أن صداقتنا لم تدُم ولكني أراه الصديق الحقيقي الذي لن أتمكن من نسيانه حتى لو مرت السنوات دُونه حتى لو أنه لم يشاهِد كيف مضت حياتي وكيف تحملت أوجاعها، أراه الشعور الحقيقيّ الذي مرني بكل حبٍ ووفاء.
ما زلت أذكره إلى سني العشرين فكيف ينسى الإنسان أصدق شعورٍ لهُ وأول صديق؟