شغلتني فكرة الفراق والتفكير فيه شغلتني إلى حد الجنون فأصابتني غيمة من الحزن الممزوج بالتفكير لمدة ثلاثة أسابيع، شهر، أو ما يزيد، كل يوم اشعر بأن عقلي مشغول يفكر كأنه يحدثني أسمعُ أصواتًا تقول: الفراق، الأصدقاء، أيامك السعيدة هنا وهناك كل هذا سيزول، سيرحلون ويأتي غيرهم .لن نتحدث،لن نرى بعضنا البعض ،انظر هذا يومٌ جميل لكنه لن يتكرر وهذا أيضًا لن يتكرر
كانت تلك الأصوات تتردد ولا تقف، كاد عقلي ينفجر كيف لي أن أتحمل كل هذا التفكير كل يوم، كل يوم كنت بتفكيري أقتل متعة .اللحظات وأعكر صفو جمالها أمزج لحظاتي السعيدة بالحزن فقط لأنني أظنها لن تتكرر
الفراق أمرٌ صعب صعبٌ جدًا حتى أن شخص نادر البكاء مثلي آخر ما أبكاه كان سفر صديقه خارج البلاد ولكنني وجدتُ أن وضع احتمال الفراق فقط هو أمرٌ خاطئ، الأمر أوسع بكثير، يجوز الفراق يجوز البقاء يجوز الوصال ويجوز مئةٌ شيءٍ و شيء.
ثم ما الفائدة من قتل ما هو جميل فقط لتوقع عدم تكراره؟ كل ما أفعله هو إرهاق لنفسي وعقلي، بعد رحلة من تفكير كانت تلك النتائجُ التي توصلتُ إليها والتي جعلتني أشعرُ بالطمأنينة ولو .. لبعض الشيء، ولكن أهم ما توصلت إليه أنني لطالما ظلمتُ "الفراق" لأني وجدتُ أن الفراق لا يُؤلمنا ولا يقتلُنا بل الذكريات تفعل ..